و من غيرهم، و آباء رجالات الحكم و أعوانه كفّاراً، و يكون آباء النّبيّ و أهل بيت النّبيّ (ص) مؤمنين، فلابدّ من سلب هذه الفضيلة عنه (ص) ليستوي هو و غيره في هذا الأمر.
بعض الأدلّة على إيمانهم
إنّ ثَمّة روايات كثيرة تدلّ على إيمان آبائه (ص) بالإضافة إلى إجماع الطّائفة المحقّة، و مستند ذلك هو الأخبار و هذا هو الدّليل المعتمد.[1] و استدلّوا على ذلك أيضاً:
1. بقوله (ص) «لم يزل ينقلني الله من أصلاب الطّاهرين إلى أرحام المطهّرات حتّى أخرجني في عالمكم و لم يدنسني بدنس الجاهليّة».[2] ولو كان في آبائه، أو أمّهاته (ص) كافر لم يصفهم كلّهم بالطّهارة، مع أنّ الله تعالى يقول: «إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ»[3].
و إطلاق قوله (ص) «لم يدنسني بدنس الجاهليّة» شامل لكلّ دنس، والكفر من هذه الأدناس، فلا وجه لتخصيص الطّهارة بالطّهارة من العَهَر، أومن الأرجاس والرّذائل فقط؛ فإنّه تخصيص بلا مخصّص.
2. و استدلوا على ذلك أيضاً بقوله تعالى: «الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَ تَقَلُّبَكَ فِي
[1] 1. ذكر طائفة منها العلامة المجلسي( ره) في البحار، ج 15 والسيوطي في رسائله المشار إليها، فراجع: رسالة السبل الجليّة، ص 10 فيما بعدها، و راجع أيضا: السيرة الحلبيّة و غير ذلك و تاريخ الخميس، ج 1، ص 234 فيما بعدها
[2] 2. مجمع البيان، ج 4، ص 322، و البحار، ج 15، ص 117 و 118، و تفسير الرازي، ج 24، ص 174، و السيرة الحلبية، ج 1، ص 30، والدّر المنثور، ج 5، ص 98