و يضيف الصّدوق هنا: أن امّ النّبيّ (ص) آمنَه بنت وهب كانت مسلمة أيضاً.[1] و معنى ذلك هو أنّه ليس في آباء الرّسول (ص) إلّا الاستقامة على جادّة الحقّ و الخير و البركة، و هذا هو ماورثه الرّسول عنهم و يتأكّد بذلك طهارته (ص) من الأرجاس والرّذائل، حتّى ما يكون عن طريق الوراثة، والنّاس معادن كمعادن الذّهب و الفضّة، و هو ما أثبته العلم الحديث أيضاً، حيث لم يبق ثَمّة أيّة شبهة في تأثير عامل الوراثة في تكوين شخصيّة الإنسان و في خصاله و مزاياه.
قال أبوحيّان الأندلسي:
«ذهبت الرّافضة إلى أنّ آباء النّبيّ (ص) كانوا مؤمنين.»[2] أمّا غير الإماميّة، فذهب أكثرهم إلى كفر والدي النّبيّ و غيرهما من آبائه (ص) و ذهب بعضهم إلى إيمانهم. و ممّن صرّح بإيمان عبدالمطّلب و غيره من آبائه المسعودي، و اليعقوبي، و هو ظاهر كلام الماوردي و الرّازي في كتابه «أسرار التّنزيل»، و السّنوسي، و التّلمساني محشي الشّفا، و السّيوطي، و قد ألّف هذا الأخير عدّة رسائل لإثبات ذلك.[3] و في المقابل، قد ألّف بعضهم رسائل لإثبات كفرهم، مثل إبراهيم الحلبي، و عليّ القاري الّذي فصّل ذلك في شرح الفقه الأكبر، و اتّهموا السّيوطي بأنّه متساهل، لا عبرة بكلامه، ما لم يوافقه كلام الأئمّة النّقّاد.
و السّبب الرّئيسي في تكفير آباء رسول الله (ص) و أعمامه من ذلك البعض هو مشاركة عليّ (ع) له فيهم، أو أنّهم يريدون أن لا يكون آباء الخلفاء من بني أميّة
[3] 3. رسائل السّيوطي هي التّالية:( 1. مسالك الحنفاء 2. الدرج المنيفة في الآباء الشّريفة 3. المقامة السّندسية في النّسبة المصطفويّة 4. التّعظيم و المنّة في أنّ أبوي رسول الله( ص) في الجنّة» 5. السبل الجليّة في الآباء العلية 6. نشر العلمين المنيفين في إثبات عدم وضع حديث إحياء أبويه( ص) و إسلامهما على يديه( ص).