و عن حالة العرب في الجاهلية يكفي أن نذكر بعض ما قاله أميرالمؤمنين (ع) ذلك:
«بعثه والنّاس ضلّال في حيرة و حاطبون في فتنةٍ و قد استهوتهم الأهواء، و استزلّتهم الكبرياء و استخفّتهم الجاهليّة الجهلاء، حيارى في زلزالٍ من الأمر و بلاءٍ من الجهل.»[1] و قال:
و انتم معشر العرب على شرّ دين و في شرّ دار، تنيخون[2] بين حِجارة خُشن و حَيّات صُمّ،[3] تشربون الكدرِ، و تأكلون الجَشِب،[4] و تسفكون دماءكم و تقطعون أرحامكم، الأصنام فيكم منصوبة، و الآثام بكم معصوبة[5].»
و قال أيضاً:
«فالأحوال مضطربة، و الأيدي مختلفة، و الكثرة متفرقة، في بلاء أزل، و أطباق جهل، من بنات موؤودةٍ، و أصنام معبودة، و أرحام مقطوعة، و غاراتٍ مشنونةٍ.»[6] لقد أوضح لنا الإمام أميرالمؤمنين (ع) في هذه الكلمات حالة العرب و مستواهم العلمي و الثّقافي و الإقتصادي، و أنّهم كانوا يعيشون في ظلمات الجهل و الحيرة و الضّلالة.
[1] 1. نهج البلاغه، الّذي بهامشه شرح الشيخ محمد عبده، الخطبة 91، والامامة والسياسة، ج 1، ص 154