responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 364

لِماذا هذا الاهتمام؟!

إنّ حشد الأمّة إلى الحجّ، و إرسال الكتب إلى أقصى بلاد الإسلام، و أمر المؤذّنين بأن يؤذّنوا: بأنّ رسول الله (ص) يحجّ في عامه هذا و ... لم يكن مصادفة و لا كان استجابة لرغبة شخصيّة تقضي بجمع النّبيّ (ص) النّاس حوله. فحاشاه من ذلك و لا لغير ذلك من أمور دنيويّة، فإنّ النّبيّ (ص) لا يفكّر و لا يفعل إلّا وفق ما يريده الله تبارك و تعالى.

و لعلّ الهدف من كلّ هذا الحشد هو تحقيق أمورٍ كلّها تعود بالنّفع العميم على الإسلام و المسلمين، و يمكن أن يكون منها مايلي:

1. إنّه أراد للنّاس المتمرّدين، بل و المنافقين، عند أوّل فرصة تنسح لهم، أن يروا عظمة الإسلام و امتداداته الواسعة، و أنّه لم يعدّ بإمكان أحدٍ الوقوف في وجهه، فلييأس الطّامعون، و ليراجع حساباتهم المتوهّمون.

2. إنّه يريد أن يربط على قلوب الضّعفاء و يشدّ على أيديهم و يُريهم عياناً ما يحصنم من خدع أهل الباطل و كيد أهل الحقد و الشّنآن، و من كلّ ما يمارسونه معهم من تخويف أو تضعيف.

3. أن ينصب عليّاً (ع) إماماً و خليفة من بعده أَمام كلّ هذه الجموع الهائلة. ليكونوا هم الشّهداء بالحقّ على أنفسهم و على جميع النّاس، يوم لا ينفع مال و لا بنون إلّا من أتى الله بقلب سليم.

و خرج (ص) من المدينة لأربع بقين من ذي القعدة،[1] فنهض إلى أن نزل بذي طُوى،[2] فبات بها ليلة الأحد، لأربع خلون من ذي الحجّة، و صلّى بها الصّبح، ثم اغتسل من يومه، و نهض إلى مكّة من أعلاها، من الثّنيّة العليا، الّتي تشرّف على‌


[1] 1. البحار، ج 21، ص 389 و 390 عن السّرائر، ص 477 و عن الكافي( الفروع)، ج 1، ص 233.

[2] 2. و هي المعروفة اليوم بآبار الزّاهر.

نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست