responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 34

الثّالثة: إنّ هذه الحياة الصّعبة، و هذه الحكم القِبَلي، و عدم وجود روادع دينيّة أو وجدانيّة قويّةٍ، قد دفع بهذه القبائل إلى ممارسة الإغارة والسّلب ضدّ بعضها البعض، كوسيلة من وسائل العيش أحياناً، و أحياناً لفرض السّيطرة والسّلطان، و أحياناً أخرى للثّأر و إدراك الأوتار إلى آخر ما هنا لك، فَتُغيرُ هذه القبيلة على تلك؛ فتستولي على أموالها، و تسبي نساءها و أطفالها، و تقتل أوتأسر من تقدر عليه من رجالها، ثمّ تعود القبيلة المنكوبة لتتربّص بهذه الغالبة الفرصة لمثل ذلك، و هكذا.

و من هنا، فإنّ من الطّبيعي أن يكون شعور أفراد كلّ قبيلة بالنّسبة لأبناء قبيلتهم قويّاً جدّاً، بدافع من شعورهم بالحاجة إلى بعضهم البعض للدّفاع عن الحياة و الكفاح من أجلها ممّا كان سبباً قويّاً لزيادة حدّة التّعصب القِبَلي، الّذي لا يرثى و لا يرحم و لا يلين، حيث لابدّ من الوقوف إلى جانب ابن القبيلة، سواء أكان الحقّ له، أو عليه، حتّى لقد قال شاعرهم يتمدّحهم بذلك:

لا يسئلون أخاهم حين يندبهم في النّائبات على ما قال برهاناً[1] و من الجهة الأخرى، فإنّ القبيلة تتحمّل كلّ جنايةٍ أو جريمة يرتكبها أحد أبناءَها، و تحميه من كلّ مَن أراده بسوءٍ، بل يكون أخذ الثأر من غير الجاني إذا كان من قبيلته كافياً و شافياً للموتورين، الّذين يريدون شفاء ما في نفوسهم و إدراك أوتارهم.

الحضر في شبه جزيرة العرب‌

أمّا الحضر في جزيرة العرب، و هم الّذين يسكنون المدن و يستقرّون فيها، فإنّهم و إن كانوا في حياتهم أرقى من العرب الرّحل، إلّا أنّ رقيهم هذا لم يكن‌


[1] 1. البيت منسوب لقريط بن أنيف العنبري. راجع تفسير جامع الجوامع، ج 2، ص 682 عن خزانة الأدب، ج 7، ص 441.

نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست