4. رفع (ص) يديه إلى السّماء و صار يدعو بما دعا به موسى (ع) حين فلق له البحر.
5. أخذ كفّاً من حصى أو من تراب و رمى به في وجوه المشركين و قال: «شاهت الوجوه».
6. تولّى علي (ع) قتال الكفّار، و الباقون من بني هاشم، احتوشوا النّبيّ (ص) ليكونوا جداراً بشرياً له، يحميه من العدوّ.
7. أنزل الله تعالى جنوداً من الملائكة لتكون مع المسلمين.
8. حَمِى وَ طيس الحرب[1]، حتّى كُسرت شوكة المشركين بجهاد علي (ع) و صبر النّبيّ (ص). ثمّ بدأت عودة بعض الأنصار و خصوصاً من الخزرج إلى ساحة القتال.
و إليك تفصيل بعض هذه المفردات، فنقول:
ألف. النّبيّ (ص) يعالج الموقف
قال الشّيخ المفيد: «و لمّا رأى رسول الله (ص) هزيمة القوم عنه، قال للعبّاس و كان رجلًا جَهوريّاً صَيّتاً نادِ في القوم و ذِكّرهم العهدَ. فنادى العبّاس بأعلى صوته: يا أهل بيعة الشّجرة، يا أصحاب سورة البقرة،[2] إلى أين تفرّون؟ اذكروا العهد الّذي عاهدتم عليه رسول الله (ص) و القوم على وجوههم قد ولّوا مدبرين، و كانت ليلة ظلماء ... فنظر رسول الله (ص) إلى النّاس ببعض وجهه في الظّلماء، فأضاء كأنّه القمر ليلة البدر، ثمّ نادى المسلمين: أين ما عاهدتم الله عليه؟ فَأَسْمَعَ أوّلَهم و
[1] 1. الوَطيس: التنّور و ما أشبهه، و حَمِي الوطيس، اشتدّ الحرب
[2] 2. وجه تسميتهم بأصحاب سورة البقرة، أنّ هذه السّورة هي أوّل سورة نزلت في المدينة، فلعلّ هذا النّداء يرمي إلى تذكيرهم ببعض آياتها الّتي تقول:« و أفوا بعهدي أوف بعهدكم»( الآية: 40). و تقول:« كم من فئةٍ قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله»( الاية: 249) و تقول:« و من الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضات الله و الله رؤوف بالعباد»( الاية: 208)