أَدَم، فأقبل رسول الله (ص) حتّى انته إلى القبّة و معه أمّ سلمة و ميمونة زوجتاه.[1] عن جابر رضي الله عنه قال: كنت ممّن لزم رسول الله (ص) فدخلت معه يوم الفتح، فلمّا أشرف (ص) من أذاخر و رأى بيوت مكّة وقف عليها، فحمد الله و أثنى عليه و نظر إلى موضع قبّته، فقال: «هذا منزلنا يا جابر، حيث تقاسمت[2] قريش علينا في كفرها» ... و كنّا بالأبطح وِجاه شِعْب أبي طالب حيث حُصِر رسول الله (ص) و بنو هاشم ثلاث سنين.[3]
قال الصّالحي الشّامي: الحكمة في نزول النّبيّ (ص) بِخَيْف[4] بني كنانة، الّذي تقاسموا فيه على الشّرك، أي تحالفوا فيه على إخراج النّبيّ (ص) و بني هاشم إلى شِعب أبي طالب، و حصروا بني هاشم و بني المطّلب فيه، ليتذكّر ما كان فيه من الشّدة فيشكر الله تعالى على ما أنعم عليه من الفتح العظيم و تمكّنه من دخول مكّة ظاهراً على رغم من سعى في إخراجه منها.[5] و قال أيضا: لا مخالفة بين حديث نزوله (ص) بالمُحَصَّب و بين حديث أمّ هاني أنّه نزل في بيت أمّ هاني، لأنّه لم يقم في بيت أمّ هاني و إنّما نزل به حتّى اغتسل و صلّى، ثمّ رجع إلى حيث ضُربت خيمته عند شِعب أبي طالب و هو المكان الّذي حصرت فيه قريش المسلمين قبل الهجرة.[6]
[1] 1. سبل الهدى و الرشاد، ج 5، ص 230، و السيرة الحلبيّة، ج 3، ص 85