كتاباً و يأمرني بأخذه منها، و تقول أنت: إنّه لا كتاب معها؟!! ثمّ اخترط السّيف[1] و تقدّم إليها، فقال: أما والله لئن لم تُخرجي الكتاب لأكشفنّك، ثمّ لأضربنّ عنقك.
فلمّا رأت منه الجدّ حلّت قرونَها و أخرجت الكتاب، فأخذه أميرالمؤمنين (ع) و أقبلا به على رسول الله (ص).[2]
فدعا حاطباً، فقال: يا حاطب، ما حملك على هذا؟ قال: يا رسول الله، إنّي والله لمؤمن بالله و رسوله، ما غيّرت و لا بدلّت، ولكنّي كنت امرءاً ليس لي في القوم من أصل و لا عشيرة و كان لي بين أظهرهم ولدٌ و أهل، فصانعتُهم عليهم.[3] و أمر النّبيّ (ص) بإخراجه من المسجد، فجعل النّاس يدفعونه في ظهره حتّى أخرجوه و هو يلتفت إلى النّبيّ (ص) و لا يتكلّم، فرقّ له و أرجعه إلى المسجد و أوصاه أن لايعود لمثلها.[4]
على طريق مكّة
قيل: إنّه استخلف على المدينة أبا لبابة بن عبدالمنذر[5] و قيل: أبارُهْم، كلثوم بن حُصَيْن الغفارى[6] و يقال: ابن أمّ مكتوم و به جزم الدّمياطي.[7] و خرج يوم الأربعاء بعد العصر لعشر خلون من شهر رمضان، في عشرة آلاف مقاتل من المهاجرين و الأنصار و طوائف من العرب و قادوا الخيل و امتطوا الإبل و قدّم رسول الله (ص)