ما يشهد لقولهم ...».[1] بل يمكن أن يستظهر ذلك من قول اليعقوبي، حيث قال: «و وجّه جعفرَ بن أبي طالب، و زيد بن حارثة و عبدالله بن رواحة في جيش إلى الشّام لقتال روم سنة 8».[2] و الرّوايات الّتي أشار إليها ابن أبي الحديد كثيرة و قد قال السّيد شرف الدّين في هذا المقام: إنّ «أخبارنا في هذا متظافرة من طريق العترة الطّاهرة».[3] منها رواية أبان عن الصّادق (ع) أنّه قال: «إنّه استعمل عليهم جعفراً، فإن قتل فزيدٌ، فإن قتل فابن رواحه ...».[4]
و الشّعر الّذي أشار إليه ابن أبي الحديد هو ما أنشد حسّان بن ثابت في رثاء شهداء مؤتة، فكان من جملة ما قال:
فلا يُبْعِدَنّ الله قَتْلًى تتابعوا بمؤتَةَ، منهم ذوالجناحين جعفر
و زيد و عبدالله حيث تتابعوا جميعاً، و أسباب المَنِيَّة تَخْطِر[5]
غَداةَ مَضَوا بالمؤمنين يقودهم إلى الحرب ميمون النّقيبة أزهر[6]
أغرّ كضوء البدر من آل هاشم أِبيٌّ إذا سيم الضّلالة مِجْسَرٌ[7]
حيث لم يكتف في هذا الشّعر بذكر التّتابع: جعفر، فزيد، فابن رواحد؛ بل صرّح