بوعيهم لقضايا العقيدة و حدودها، فكانت البيانات النّبويّة تراعي حالهم، فلا تصرّح لهم إلّا بالمقدار الّذي لا يوجب أيّة سلبيّة من هذه النّاحية.
خيبر بين الفتح و الصّلح
و روي أكثر المؤرّخين: أنّ عليّاً (ع) بعد أن قتل مرحباً و أخاه، استولى الخوف على اليهود و أحسّوا بأنّه أسقط في أيديهم و أنّ المسلمين سيأسرونهم و يقتلونهم إن هم ظلّوا على موقفهم، فطلبوا الصّلح من النّبيّ (ص)، فأجابهم إلى ذلك بعد أن استولى على أموالهم و أبقاهم يعملون في الأرض على أن يكون لهم نصف ثمرها مقابل عملهم.
موقف النّبيّ (ص) من يهود فدك
لمّا فرغ رسول الله (ص) من خيبر عقد لواءً، ثمّ قالَ: مَن يقوم إليه، فيأخذه بحقّه، و هو يريد أن يبعث به إلى حوائط فدك. فقام الزّبير إليه، فقال: أنا. فقال: أَمِطْ عنه.[1] ثمّ قام إليه سعد، فقال: أَمِطْ عنه. ثمّ قال (ص): يا علي قم إليه فخذه.
فأخذه فبعث به إلى فدك[2]، فصالحهم على أن يحقن دماءهم. فكانت حوائط فدك لرسول الله (ص) خاصّاً خالصاً.
فنزل جبرئيل، فقال: إنّ الله عزّوجلّ يأمرك أن تؤتى ذاالقربى حقّه.
[2] 2. فدك قرية بالحجاز بينها و بين المدينة يومان و قيل ثلاثة، أفاءها الله على رسوله في سنة سبع للهجرة صلحاً، فكانت خالصةً له( ص) و فيها عين فوّارة و نخل كثير. روي عبدالله بن حماد الأنصاري أنّدخلها كان أربعة و عشرين ألف دينارٍ في كلّ سنة( البحار، ج 17، ص 379 و ج 29، ص 116، و مستدرك سفينة البحار، ج 8، ص 152 و ج 9، ص 478) و في رواية غيره سبعين ألف دينار( كشف المحجة، ص 124، وسفينة البحار، ج 7، ص 45)