responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 280

الآخرين، و قد عرّفهم أيضاً: أنّ الأمور لا تؤخذ على ظاهرها، بل لابدّ من التأمّل و التّدبّر فيها و وضع الأمور في مواضعها الصّحيحة.

3. إنّه (ع) قد أوضح: أنّ الإطمينان إلى لقاء الله سبحانه و الرّضا به هو العنصر المؤثّر على صعيد التّضحية و الجهاد؛ أمّا إذا بقي الإنسان متعلّقا بالدّنيا و مخلّداً إلى الأرض، فإنّه لن يتمكّن من تحقيق شى‌ء، بل هو سوف يبقى يعيش الضّعف و الهروب و الفشل الذّريع و الخيبة القاتلة و الخزي في الدّنيا، و الخسران في الآخرة.

استقبال النّبيّ (ص) لعلي (ع) بعد الفتح‌

و لمّا بلغ النّبيّ (ص) فتح خيبر سرّ بذلك غاية السّرور، فاستقبل عليّاً (ع) و اعتنقه و قبّل بين عينيه و قال: «بلغني نبؤك المشكور و صنعك، رضي الله عنك و رضيت أنا منك».[1] فبكى علي (ع) فقال له: مايبكيك يا علىّ؟ قال: فرحاً بأنّ الله و رسوله عَلَيَّ راضيان.[2] و عن علي (ع)، قال: قال لي رسول الله (ص) يوم فتحت خيبر: لو لا أن تقول طائفة من أمّتي مقالة النّصارى في عيسى بن مريم (ع) لقلت فيك اليوم مقالًا لا تمرّ بملأٍ من المسلمين إلّا أخذوا من تراب رجليك، و فضل طهورك يستشفون به، و لكن حسبك أن تكون منّي و أنا منك.[3] فالنّبي (ص) يصرّح هنا: بأنّه قد خشي من غلوّ بعض النّاس في علي (ع) و أن يقولوا فيه كما قالت النّصارى في عيسى (ع)، فكان ذلك هو المانع له عن أن يقول فيه مقالته.

و إنّ هذا يدلّ على أنّ النّاس ما كانوا في المستوى المطلوب فيما يرتبط


[1] 1. معارج النبوّة( الركن الرابع)، ص 219

[2] 2. البحار، ج 21، ص 22

[3] 3. ينابيع المودة( ط. بمبي)، ص 52.

نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست