معهم ألف و خمس مئة بعير و ثلاث مئة فرس،[1] و غير ذلك من الأقوال.
و من الواضح: أن لا مجال لتحديد الرّقم الحقيقي لذلك كلّه و لا لغيره؛ لكن ممّا لا شك فيه: أنّ هذا العرض للنّصوص و الأقوال يوضح مدى التّفاوت بين عُدَّة و عدد المسلمين و أعدائِهم من الأحزاب الّذين جاؤوا من كلّ حدب و صوب.
5. الحصار و القتال
إنّ المشركين قد أحاطوا بالمسلمين حتّى جعلوهم في مثل الحصن من كتائبه، و أخذوا بكلّ ناحية، و قد استمرّ هذا الحصار مدّة طويلة بلغ شهراً كاملًا بل أكثر، و قد كانت الحراسة المستمرّةو اليقظة الدّائمة من الأمور الضّروريّة و كان المسلمون يقومون بها باستمرارٍ.
و أمر رسول الله (ص) المسلمين بالثّبات في مكانهم و لزوم خندقهم. و نظر المشركون إلى الخندق، فتهيّبوا القدوم عليه، فجعلوا يدورون حوله بعساكرهم و خيلهم و رجلهم، و مكثوا على ذلك المدّة المتقدّمة و لم يكن بينهم حرب إلّا الرّمي بالنّبل و الحصا.[2] و كان للمشركين رماة يقدمونهم إذا غدوا متفرّقين أو مجتمعين بين أيديهم؛ فتناوشوا يوماً بالنّبل ساعة و هم جميعاً في وجه واحد وِ جاه قبّة رسول الله (ص) و هو قائم بسلاحه على فرسه، فرمى «حِبّانُ الْعَرِقَة» سعدَ بن معاذ بسهم فأصاب أكْحَلَه.[3]*
و أمر (ص) بنقل سعد حينما جُرح إلى خيمة رُفَيْدَة الّتي كانت أقامتها في