responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 195

رسول الله، إنّها قريش و خُيَلاؤُها[1] ما آمنت منذ كفرت، و ما ذلّت منذ عزّت، و لم تخرج على هيئة الحرب. فقال له رسول الله (ص) اجلس، فجلس؛ فقال (ص): أشيروا عليَّ. فقام عمر، فقال مثل مقالة أبي بكر، فأمره النّبيّ بالجلوس، فجلس.[2] ثمّ قام المقداد، فقال: يا رسول الله، إنّها قريش و خُيَلاؤُها، و قد آمنّا بك و صدّقناك و شهدنا أنّ ما جئت به حقّ من عند الله، و الله لو أمرتنا أن نخوض جمر الغضا[3] و شوك الهَراس لخضناه معك و لا نقول لك ما قالت بنو إسرائيل لموسى: «قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ»[4].

ولكنّا نقول: إذهب أنت و ربّك، فقاتلا، إنّا معكم مقاتلون. والله لنقاتلنّ عن يمينك و شمالك و من بين يديك ....

فأشرق وجه النّبيّ (ص) و دعاله و سرّ لذلك.[5] ثمّ قال: أشيروا عليَّ. و إنّما يريد الأنصار لانّ أكثر النّاس منهم، و لأنّه كان يخشى أن يكونوا يرون أنّ عليهم نصرته في المدينة، إن دهمه عدوّ، لا في خارجها فقام سعد بن معاذ، فقال: بأبي أنت و أمّي يا رسول الله، كأنّك أردتنا؟ فقال: نعم. فقال: فلعلّك قد خرجت على أمرٍ قد أُمرت بغيره؟ قال: نعم.

قال: بأبي أنت و أمّي يا رسول الله، إنّا قد آمنّا بك و صدّقناك و شهدنا أنّ ما جئت به من حقّ من عند الله، فمرنا بما شئت؛ والله، لو أمرتنا أن نخوض هذا البحر


[1] 1. الخُيَلاء: العجب و الكبر

[2] 2. و نسب الواقدي و الحلبي الكلام المتقدم لعمر و قالا عن أبي بكر: إنّه قال فأحسن( المغازي، ج 1، ص 48 و السيرة الحلبية، ج 2، ص 150)

[3] 3. نوع من الشّجر صلب، و الهَراس كسَحاب شجرٌ شائك ثمره و عبارة اللّسان: شجر كبير الشّوك.

[4]. المائدة: 24

[5] 5. تاريخ الخميس، ج 1، ص 373، و السيرة الحلبيّة، ج 2، ص 150.

نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست