هنا يبدأ المؤرّخون بذكر غزواته و سراياه (ص) و يقصدون ب- (الغزوة): الجيش الّذي يخرج فيه (ص) بنفسه، و ب- «السّريّة»: البعث الّذي لا يكون رسول الله (ص) فيه.
و قد اختلفت كلماتهم في عدد غزواته و سراياه اختلافاً كثيراً و لا نرى حاجة لإطالة الكلام في تحقيق ذلك و نكتفي بما ذكره ابن سعد في طبقاته بأنّ مغازيه كانت سبعة و عشرين غزوة و عدد سراياه الّتي كانت تتألّف من الثّلاثين و الأربعين و الخمسين و ما يزيد على المئتين إحياناً، كانت سبعاً و أربعين سريّة.[1] و نسوق الكلام من غزواته إلى ماهي أهمّ و نفعها أعمّ و نبتدي بغزوة بدر الكبرى.
غزوة بدر
و بعد مضيّ مدّة على وجود النّبيّ الأعظم (ص) في المدينة كتب كفّار قريش إلى عبدالله بن أُبي بن سلول و من كان يعبد الأوثان من الأوس و الخزرج:
إنّكم آويتم صاحبنا، و إنّكم أكثر أهل المدينة عدداً، و إنّا نُقسم بالله، لتقتلنّه، أو