responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 104

القوم، و بادى بعضهم بعضاً.[1] و ربّما تكون هذه المراحل متداخلة، أو مترتّبة؛ فإنّ ما ذكرناه لا يعدوا عن أن يكون فهماً منّا للسّير الطّبيعي للأحداث، لا أكثرو لا أقلّ.

ماذا بعد فشل المفاوضات؟

و بعد فشل المفاوضات، فقد ظهر لأبي طالب أنّ السّيل قد بلغ الزُّبي،[2] و أنّه على وَشك الدّخول في صراع مكشوف مع المشركين؛ فلابدّ من الحذر، و الإحتياط للأمر؛ فجمع بني هاشم، و بني المطّلب و دعاهم إلى منع الرّسول، و القيام دونه. فأجابوه، و قاموا معه، باستثناء أبي لهب لعنه الله؛ و منع الله عزّوجلّ رسوله، فلم يكن لهم إلى أن يضرّوه في شَعرِه و بَشَرِه سبيلٌ، غير أنّهم يرمونه بالجنون، و السّحر، والكهانة، و الشّعر؛ والقرآن ينزل عليه (ص) بتكذيبهم، و رسول الله (ص) قائم بالحقّ، ما يثنيه ذلك عن الدّعاء إلى الله تعالى سرّاً و جهراً.

و ذلك لأنّ المشركين بعد أن أدركوا أنّ الاعتداء على شخصه (ص) سوف يتسبّب في صِراعٍ مسلّح لم يعدوا له عُدَّته، و ليسوا على يقين من أن تكون نتائجه لصالحهم، خصوصاً مع ما كان لبني هاشم من علاقات و أحلاف مع القبائل كحِلف المُطَيِّبين‌[3] و حِلف عبدالمطّلب مع خزاعة الّتي كانت تَقطُن‌[4] خارج مكة. بل قد


[1] 1. راجع: سيرة ابن هشام، ج 1، ص 286 282، والبدء و التاريخ، ج 4، ص 147 و 149 و تاريخ الطبري، ج 2، ص 68 65

[2] 2. الزُّبي جمع زُبيَة و الزُّبيَة: الرّابية لا يعلوها ماءٌ و منه المثل: بلغ السيل الزُّبي، أي اشتدّ الأمر حتّى انته إلى غاية بعيدةٍ

[3] 3. المتحالفون في حِلف المُطَيّبين هم بنو عبد مناف، و بنو أسد بن عبدالعزّي، و بنو زهرة بن كلاب، و بنو تيم بن مرة بن كعب، و بنو حارث بن فهد بن مالك بن النضر؛ تحالفوا على أن لا يتخاذلوا و لا يسلّم بعضهم بعضاًما بلّ‌بحرٌ صَوفَةً( يريد إلى الأبد، و صوف البحر: شى‌ءٌ على شكل الصّوف الحيواني، واحدته: صوفة) فأخرج بنو عبد مناف جفنةً مملوءةً طَيّباً، فيزعمون أنّ بعض نساء بني عبد مناف أخرجتها لهم، فوضعوها لأحلافهم في المسجد عند الكعبة، ثمّ غمس القوم أيديهم فيها، فتعاقوا و تعاهدوا، هم و حلفائهم، ثمّ مسحوا الكعبة بأيديهم توكيداً على أنفسهم، فسُمّوا المطيّبين( سيرة ابن هشام، ج 1، ص 139 138)

[4] 1. قَطَنَ في المكان و به قُطوناً: أقام فيه و توطّنه.

نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست