عهد الرسول (ص)، لا يمكن الاحاطة به مع مصادره في عجالة كهذه، و لكن ما لا يدرك كله، لا يترك كله .. فلابد من التعرض لذلك، و لو على نطاق محدود، فنقول ..
شواهد، و أدلّة:
و مهما يكن من أمر، فان ما نريد أن نسجله هنا، لسوف يقتصر على الامور التالية:
الأول: الحكمة البالغة:
لا شك في أن ترك النبي (ص) للقرآن، الذي هو حجة على امته، و الذي تقوم به دعوته، و الفرائض التي جاء بها من عند ربه، و به يصح دينه- إن تركه- مفرقا، و لم يجمعه، و لم ينصه، و لم يحفظه، و لم يحكم الأمر في قراءته، و ما يجوز من الاختلاف، و ما لا يجوز، و في اعرابه، و مقداره، و تأليف سوره و آيه .. لهو خلاف الحكمة، و خلاف التدبير الصائب، بل إن هذا لا يتوهم في رجل من عامة المسلمين، فكيف برسول رب العالمين، كما قال البلخي، و ايده السيد ابن طاووس رحمه اللّه تعالى[1].
و على حد قول الامام شرف الدين:
«.. و من عرف النبيّ (ص) في حكمته البالغة، و نبوته الخاتمة، و نصحه للّه، و لكتابه، و لعباده، و عرف مبلغ نظره في العواقب، و احتياطه على امته في مستقبلها، ان من المحال عليه ان يترك القرآن منثورا، مبثوثا، و حاشا هممه، و عزائمه، و حكمة المعجزة عن ذلك»[2]