و أخيرا .. فلابد لنا قبل أن نودع القارئ، من الاشارة إلى أن بعض محدثي الشيعة قد اغترّ بروايات أهل السنة، التي شحنت بها صحاحهم، و كتبهم المعتمدة، كما يظهر من تتبع كلامه، و ملاحظة الروايات التي اعتمد عليها ..
فألف كتابا زعم: أنه أثبت فيه تحريف الكتاب، أسماه: «فصل الخطاب، في تحريف كتاب رب الارباب».
و يتألف كتابه هذا من اثنى عشر دليلا، زعم أنها تدل على ذلك، و نجد:
أن اثنين من هذه الادلة مأخوذان من كتب الشيعة .. و العشرة الباقية و ما فيها من الروايات الكثيرة جدا، مأخوذة على العموم، من كتب أهل السنة، و لربما يورد فيها، نزرا يسيرا من غيرها.
خلاصة عن أدلته .. و ردّها:
و يمكن أن نعطي لمحة عن أدلته هذه و أجوبتها على النحو التالي:
أولا: استدل بروايات أهل السنة، و قليل منها عن الشيعة، القائلة: بأن ما وقع في الامم السالفة، سيقع في هذه الأمة .. قال: و من ذلك تحريف الكتاب.
و لكنه استدلال باطل؛ لأن المقصود بهذه الروايات، هو خصوص الحوادث الاجتماعية، و السنن التاريخية، بصورة كلية، و عامة ..
و إلا .. فان كثيرا من الامور، قد حدثت في الأمم السالفة، دون هذه الأمة، و ذلك مثل:
عبادة العجل .. وتيه بني اسرائيل .. و غرق فرعون .. و ملك سليمان ..
و رفع عيسى .. و موت هارون و هو الوصي قبل موسى النبيّ .. و عذاب الاستئصال .. و ولادة عيسى من غير أب .. و قصة أهل الكهف، و قصة الذي