و بعد كل ما تقدم .. يتضح: أن ما استدلّ، أو يمكن أن يستدلّ به للقول بالتحريف .. ما هو إلا كرماد بقيعة، اشتدت به الريح في يوم عاصف ..
و قد أوضحنا ذلك بالنسبة لطائفة كبيرة من الروايات، و إذا ما بقيت بعض الروايات الشاذة الأخرى، فانها تقاس على ما ذكرنا، و يعلم الجواب عنها مما اسلفنا.
هذا كله .. عدا عن أن طائفة كبيرة منها مروي عن الغلاة و الكذابين، و ما تبقّى، فانما هو أخبار آحاد، لا يصح الاعتماد عليه في نفسه، و لا بد من نبذه و طرحه ..
هذا .. إلى جانب كثير من الدلائل، و الشواهد، التي المحنا إليها، ممّا دلت على أن القرآن بقي، و لسوف يبقى باذن اللّه، مصونا عن كل ما يوجب الشك و الريب، و لسوف تذهب كل محاولات المغرضين، و الحاقدين، و من عداهم من السذج، و البسطاء، و المغفلين .. أدراج الرياح، و ما هي إلا كسراب بقيعة، يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا و وجد اللّه عنده؛ فوفاه حسابه[1].