بل إن ما جرى على أبي ذر رضوان اللّه تعالى عليه، قد كان في سبيل دفاعه عن حريم القرآن العظيم، و السنة الشريفة.
هذا إلى شواهد كثيرة أخرى تؤيد ذلك، و تدعمه ..
و رابعا: و لا يجب أن ننسى أخيرا .. أن الصحابة قد كتبوا كثيرا من مصاحفهم في عهد رسول اللّه (ص)، و ان كانوا قد كتبوها مشوشة الترتيب، كل حسبما تيسر له .. و قد أوردنا بعض النصوص الدالة على وجود المصاحف في عهده (ص) لديهم ..
هذا بالاضافة إلى وجود كثير من الصحابة قد جمعوا القرآن كله في عهد رسول اللّه (ص)، و قد حفظ لنا التاريخ اسماء طائفة منهم. و كان حفاظ القرآن يعدّون بالمئات و الالوف إلى آخر ما قدمناه، مما لا مجال لاعادته ..
هل ينسى النبيّ (ص) القرآن؟!:
عن عائشة، قالت: سمع النبيّ (ص) رجلا يقرأ في المسجد؛ فقال: يرحمه اللّه، لقد أذكرني كذا و كذا آية، من سورة كذا ..
و في نص آخر: لقد أذكرني آية كذا و كذا، كنت انسيتها، من سورة كذا و كذا[1].
و في نص آخر: أنه (ص) قرأ في صلاته؛ سورة المؤمنين، فأسقط منها آية، ثم قال بعد الفراغ: الم يكن فيكم أبي؛ فقال: نعم يا رسول اللّه، فقال: هلا ذكرتنيها؟ فقال: ظننت أنها نسخت. فقال: لو نسخت لانبأتكم بها[2].
[1] صحيح البخاري ج 3 ص 150 و ج 2 ص 67 و مسند أحمد ج 6 ص 62 و 138، و عن صحيح مسلم و سنن ابي داود ج 2 ص 31 و كنز العمال ج 1 ص 538 عن أحمد، و ابي داود، و البخاري و مسلم.