و هذان النصان يعرفان بسورتي الخلع و الحفد .. و يقال: انهما في مصحف ابي، و ابن مسعود أيضا[1]. بل لقد قال الراغب: إن زيد بن ثابت قد اثبتهما في القرآن[2].
و نقول:
أولا: إن ملاحظة النص السابق يعطينا: أنه لا يشبه اسلوب القرآن في شيئ، و هو كلام قلق، و غير منسجم، كما هو ظاهر ..
و ثانيا: يرد سؤال: إنه لماذا اختص أبي بن كعب بالاطلاع على قرآنية هذين النصين، دون سائر علماء الأمة و قرائها.
و ثالثا: اننا حتى لو قبلنا: إن هذا الكلام قد نزل به جبرئيل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقد كان جبرئيل ينزل عليه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما ليس بقرآن، كالأحاديث القدسية، و الاخبارات الغيبية، و كثير من التعاليم و الاحكام الشرعية، و لربما تفسيرات لآيات و سور قرآنية.
و رابعا: لقد انكر صاحب الانتصار، و ايده غيره، قرآنية سورتي الحفد و الخلع، فهو يقول:
«.. إن كلام القنوت المروي: أن أبي بن كعب أثبته في مصحفه، لم تقم
[1] راجع الاتقان ج 1 ص 65 و ج 2 ص 26 عن ابن الضريس، و الطبراني، بسند صحيح، و البيهقي، و أبي داود، و ابي عبيد في المراسيل، و ابي عبيد، و نسبه الطبراني في رواية له إلى علي عليه السلام، و اخرجهما أيضا، محمد بن نصر المروزي في كتابه: الصلاة و راجع: أيضا: الدر المنثور ج 6 ص 421، عن بعض من تقدم، و عن: ابن ابي شيبة و ابي الحسن القطان في المطولات، و الطحاوي، و البرهان للزركشي ج 2 ص 37 و 127 و مناهل العرفان ج 1 ص 257، و كنز العمال و البيان لآية اللّه الخوئي ص 223/ 224 و جواهر الاخبار و الآثار بهامش البحر الزخارج ج 2 ص 249 و راجع الفهرست لابن النديم ص 30.
و اكذوبة تحريف القرآن ص 33 عن بعض من تقدم، و عن روح المعاني ج 1 ص 25.