يلتفتوا إلى مثل هذه الاحاديث، قديما، و لا حديثا، و لا اعتقدوا بمضمونها .. بل بينوا: أن قسما منها ناظر إلى التأويل، و قسم منها تفسير، و قسم منها يهدف إلى الاشارة إلى تحريف المعاني .. إلى غير ذلك من وجوه ذكروها في هذا المجال ..
و أما ما كان منها ظاهرا أو صريحا في التحريف، و لا يقبل الحمل على معنى صحيح؛ فقد اعتقدوا بكذبه، و ضربوا به عرض الحائط .. كما يعلم بأدنى مراجعه لكتبهم، و بحوثهم ..
هذا كله عدا عن ان معظم ما روي في هذا المجال، إنما هو مروي عن الغلاة و الكذابين، و الوضاعين .. و ما اكثر ما كذب الناس على الأئمة عليهم السلام، حتى لقد روي عن الامام الصادق عليه السلام قوله: «إن لكل رجل منا رجل يكذب عليه»[1].
و لسوف يأتي في خاتمة هذا الكتاب، ما يفيد في اعطاء تصور معقول عن هذه الروايات بصورة عامة ..
دلالتان في موقف ابن شاذان:
لقد ذكر بعض العلماء: أن بعض أخباريي الشيعة، و قوما من حشوية العامة، قد قالوا بتحريف القرآن[2].
و يفهم أيضا من كلام محمّد بن القاسم الانباري، وجود قائل بذلك في زمانه[3] هذا عدا عن أولئك الذين طعنوا على عثمان لجمعه الناس على مصحف واحد، و قرؤا بالمنسوخ على حدّ زعمهم[4].