«فزعت في من فزع إلى عبد اللّه في المصاحف؛ فدخلنا عليه، فقال رجل من القوم: إنا لم نأتك زائرين، و لكن جئناك حين راعنا هذا الخبر.
فقال: إن القرآن قد نزل على نبيكم (ص) من سبعة أبواب، على سبعة أحرف، أو قال: حروف. و ان كان الكتاب قبله، كان ينزل من باب واحد، على حرف واحد»[1].
و قال ابن الأثير: «ان أهل الكوفة قبلوا مصحف عثمان، إلا أن بعضهم- و هو كثير- امسكوا مصحف ابن مسعود؛ فيقرؤون بقراءته»[2].
و هكذا .. يتضح مما تقدم: أن ما فعله عثمان، قد أفزع الكثيرين، و أثار انتقادات واسعة، دفعت عليا أمير المؤمنين عليه السلام، إلى أن يقف موقف المدافع و المؤيد للاجراء الذي اتخذ ..
و لكن ابن مسعود، لم يؤيد هذا الاجراء، و اجاب الذين فزعوا إليه، بجواب تحريضي، عبر فيه عن إصراره على تخطئة عثمان فيما فعل، حيث اعتبر: إن الجمع على قراءة واحدة، و مصحف واحد يتصادم مع حقيقة: أن القرآن قد نزل من سبعة أوجه، على سبعة أحرف ..
و لكن هذه المعارضة لم تستطع أن تؤثر أثرها، في قبال السلطة، و لا سيما بعد تأييد أمير المؤمنين عليه السلام لهذا العمل؛ حيث بدأ التحول إلى المصاحف،