و لو كان جمع أبي بكر للقرآن قد اريد به: أن يكون قرآنه عاما لجميع المسلمين، لم يكن لهؤلاء أن يحتفظوا بمصاحفهم، من زمان أبي بكر إلى زمان عثمان، و بعده ..
و أخيرا .. فاننا نجد الطحاوي، يروي لنا: أن زيدا قال عن المصحف، الذي جمعه لأبي بكر: «.. فكتبته في قطع الأدم، و كسر الاكتاف، و العسب، يعني الجريد. فلما هلك أبو بكر؛ فكان عمر، كتب ذلك في صحيفة واحدة.
فلما هلك كانت عند حفصة، ثم إن حذيفة بن اليمان، قدم من غزوة إلخ ..»[1].
و معنى ذلك: أن زيدا هو الذي كتب المصحف لأبي بكر، في العسب، و الاكتاف، و غيرها. لا أنه قد جمعها منها، و كتبه عنها، كما يظهر من الرواية المتقدمة، و غيرها ..
مصاحف الصحابة بعد جمع زيد:
و مع أنهم يدعون: جمع أبي بكر للقرآن، على يد زيد بن ثابت؛ فانهم يقولون:
إن عددا من الصحابة، قد احتفظوا بمصاحفهم[2]. مع أنها كانت تختلف في ترتيبها عن المصحف، الذي جمعه زيد ..
و احتفاظهم بمصاحفهم، يدل على أنهم لم يعبأوا بجمع زيد للقرآن في عهد