نجيب: أن بعض المفسرين رجحوا أنها للاستعانة، و ذلك لأن الإنسان مفتقر بذاته، محتاج إلى الغني بذاته. و نحن نرجح أنها للملابسة، و ذلك لأننا إذا رجعنا إلى حديث: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم اللّه فهو أبتر، فإننا ندرك: أن الباء ليست للمصاحبة، أو الاستعانة، أو لغير ذلك و إنما هي لمجرد الملابسة، لأن قوله: لا يبدأ فيه، إنما يعني أن البسملة جزء من الأمر الذي نعمله، و إلا لكان اللازم أن يقال: كل أمر ذي بال لا يستعان فيه أو لا تصاحبه. و جزئية البسملة هذه لا تتلاءم إلا مع كون الباء لمجرد الملابسة.
لماذا التركيز على الاسم؟
و من الملاحظ: أن الحديث هنا قد جاء عن الاسم.
و أيضا: ان الآيات القرآنية، تهتم بالاسم و تسلط الضوء على الأسماء، باستثناء البعض من تلك الآيات التي تعدت ذلك إلى الحديث عن الذات الإلهية المقدسة.
فاقرأ مثلا قوله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ[1] و فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ[2]