إذن، فكل شيء وجهته إلى اللّه سبحانه يكون فيه جهة بقاء، و دوام، و خلود. و الذي لا يكون كذلك فهو هباء منثور، كسراب بقيعة، أبتر.
و كمثال على ما نقول: إذا تبرع أحدهم بمبلغ من المال لغير وجه اللّه. فمن جهة الحدوث لا شك في أن ذلك قد حدث. و لكن من جهة البقاء فليس ثمة ما يوجب بقاءه؛ لأنه يفقد عنصر البقاء.
و ذلك مثل العدالة التي هي شرط في إمام الجماعة. و لكن مجرد حدوثها فيه لا يكفي بل لا بد من بقاء تلك العدالة و استمرارها، بحيث لو فسق في آخر جزء من الصلاة، فان الصلاة تبطل بجميع أجزائها.
الباء للاستعانة أم للملابسة:
و عن سؤال: هل الباء للمصاحبة؟ أم للاستعانة، أم للتعدية، أم لمجرد الملابسة؟ أم لغير ذلك؟