كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً، فانه ليس بين اللَّه وبين أحدٍ من خلقه قرابة، ألا من أئتمّ بامامٍ فليعمل بعمله، فما معنا براءةٌ من النار، وليس لنا على اللَّه من حجّة، فاحذروا المعصية لنا والمغالاة فينا، فان الغلاة شرّ خلق اللَّه، يُصغّرون عظمة اللَّه، ويدعون الربوبية لعباد اللَّه، واللَّه انّ الغلاة شرّ من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا، والينا يرجع الغالي فلا نقبله، لان الغالي اعتاد ترك الصلاة والزكاة والصوم، فلا يقدر على ترك عادته، وبنا يلحق المقصّر فنقبله، لان المقصّر اذا عرف عمل.[1434]
وعنهم عليهم السلام أنهم قالوا:
نزّهونا عن الربوبيّة، وارفعوا عنا حظوظ البشرية-/ يعني الحظوظ التي تجوز عليكم-/، فلا يقاس بنا أحد من الناس، فانّا نحن الأسرار الالهية المودعة في الهياكل البشريّة، والكلمة الربّانية الناطقة في الاجساد الترابية، وقولوا بعد ذلك ما استطعتم، فان البحر لا ينزف، وعظمة اللَّه لا توصف.
فيا أيها الواقف بين جدران التقليد، تنظر الى الحقّ من بعيد، أما بلغك قول النبي صلى الله عليه و آله و سلم: حَنّ الجذع اليابس اليه، وقَبّل البعير قدميه وانشقّ لعظمته القمر، ونبع الماء الطاهر من بين يديه وانهمر، واخضرّ العود اليابس في يديه وأثمر، وكان يرى من خلفه كما يرى بين يديه اذا نظر، ولا ينام قلبه لنوم عينيه، ولا يؤثّر في الرمل وطء قدميه ويؤثر في الصخر، وكان يظلّه الغمام اذا سار وسفر، وركب