نام کتاب : ائمتنا عليهم السلام عباد الرحمن نویسنده : أبو معاش، سعيد جلد : 1 صفحه : 541
سيرة علي عليه السلام وعبادته
(1) روى سبط ان الجوزي بإسناده عن سويد بن غفلة، قال:
دخلت على علي عليه السلام يوماً وليس في داره سوى حصير رثّ وهو جالسٌ عليه، فقلت: يا أمير المؤمنين أنت ملك المسلمين والحاكم عليهم وعلى بيت المال، وتأتيك الوفود وليس في بيتك سوى هذا الحصير شيء.
فقال: يا سويد ان اللبيب لا يتأثّث في دار النقلة، وأمامنا دار المقامة قد نقلنا اليها متاعنا ونحن منقلبون اليها عن قريب، قال: فأبكاني واللَّه كلامه.[1265]
(2) قال ابن أبي الحديد:
قيل لجعفر بن مُحَمَّد عليه السلام: ان قوماً هاهنا ينتقصون علياً عليه السلام قال بم ينتقصونه لا أباً لهم؟ وهل فيه موضع نقيصة واللَّه ما عرض لعلي عليه السلام أمران قط كلاهما للَّه طاعة إلّا عمل بأشدّهما وأشقّهما عليه، ولقد كان يعمل العمل كأنّه قائمٌ بين الجنّة والنار ينظر الى ثواب هؤلاء فيعمل له، وينظر الى عقاب هؤلاء فيعمل له، وان كان ليقوم الى الصلاة، فاذا قال: وجّهتُ وجهي تغيّر لونه حتى يعرف ذلك في وجهه، ولقد أعتق ألف عبدٍ من كدّ يده كلّهم يعرق فيه جبينه وتحفى فيه كفّه، ولقد بُشّر بعينٍ نبعت في ماله مثل عنق الجزور، فقال: بَشِّر الوارث بَشِّر، ثم جعلها صدقةً على الفقراء والمساكين وابن السبيل الى أن يرث اللَّه الأرض ومن عليها ليصرف اللَّه النار عن وجهه ويصرف وجهه عن النار.[1266]