responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ائمتنا عليهم السلام عباد الرحمن نویسنده : أبو معاش، سعيد    جلد : 1  صفحه : 540

أحبّ اليّ من أن ألقى اللَّه ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد، وغاصباً لشي من الحطام، وكيف أظلم أحداً لنفسٍ يُسرع الى البلى قفولها، ويطول في الثرى حلولها.

واللَّه لقد رأيت عقيلًا وقد أملق وقد أستماحني من بُرّكم صاعاً، ورأيت صبيانه شُعث الشعور، غُبر الالوان من فقرهم، كأنّما سُوّدت وجوههم بالعظلم، وعاودني مؤكّداً، وكرّر عليّ القول مردّداً، فأصغيت اليه سمعي، فظن أني أبيعه ديني، واتّبع قياده مفارقاً طريقتي، فأحميت له حديدةً، ثم أدنيتها من جسمه لعتيرتها، فضجّ ضجيج ذي دنفٍ من ألمها، وكاد أن يحترق من ميسمها، فقلت له:

ثكلتك الثواكل يا عقيل! أتئنّ من حديدةٍ أحماها انساناً للعبه، وتجرّني الى نارٍ سجّرها جبّارها لغضبه! أتئنُّ من الاذى ولا أئنُّ من لظى!

وأعجب من ذلك طارقٌ طرقنا بملفوفةٍ في وعائها، ومعجونة شنئتها، كأنما عجنت بريق حيّةٍ أوقيئها، فقلت: أصلةٌ أم زكاةً أم صدقةً؟ فذاك محرّمٌ علينا أهل البيت! فقال: لا ذا ولا ذاك، ولكنها هدية.

فقلت: هبلتك الهَبول! أعن دين اللَّه أتيتني لتخدعني! أمتخبّطٌ أم ذوجِنّةٍ أم تهجُر!

واللَّه لو أُعطيتُ الاقاليم السبعة بما تحت أفلاكها، على أن أعصي اللَّه في نملةٍ أسلبها جلب شعيرةٍ ما فعلته، وان دنياكم عندي لأهونُ من ورقةٍ في فم جرادة تقضمها.

ما لعليّ ولنعيمٍ يفنى، ولذّةٍ لا تبقى!

نعوذ باللَّه من سُبات العقل، وقبح الزلل، وبه نستعين‌[1264]


[1264] ( 1) شرح نهج البلاغة 1: 219-/ 245، 253-/ 254.

نام کتاب : ائمتنا عليهم السلام عباد الرحمن نویسنده : أبو معاش، سعيد    جلد : 1  صفحه : 540
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست