وفي صريح وصف النبي صلى الله عليه و آله و سلم وكلائه دليل ظاهر على أنه أحقّ بمقامه، اذ تخصيصه بهذا القول دون غيره من أمته، دليل فضيلته الموجب لاستحقاق رتبته.
وكان جمهور قتلى أحد مقتولين بسيف أمير المؤمنين عليه السلام، وكان الفتح ورجوع الناس الى النبي صلى الله عليه و آله و سلم بثبات أمير المؤمنين عليه السلام.
بطولات أمير المؤمنين عليه السلام في غزوة الخندق
وفي غزاة الخندق: لمّا فرغ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم من حفر الخندق أقبلت قريش وأتباعها من كنانة وأهل تهامة في عشرة آلاف وأقبلت غطفان ومن تبعها من أهل نجد فنزلوا من فوق المسلمين ومن أسفل منهم كما قال تعالى: «اذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم»[978] فخرج النبي صلى الله عليه و آله و سلم بالمسلمين وهم ثلاثة آلاف، وجعلوا الخندق بينهم، واتّفق المشركون مع اليهود، واشتدّ الأمر على المسلمين، وركب فوارس قريش منهم عمروبن عبد ودّ، وعكرمة بن أبي جهل، فقال عمرو: من يبارز؟ فقال عليّ عليه السلام: أنا، فقال له النبي صلى الله عليه و آله و سلم: انه عمرو، فسكت، فقال عمرو: هل من مبارز؟ أين جنّتكم التي تزعمون انه من قُتِلَ منكم دخلها أفلا يبرز اليّ رجل؟
فقال عليّ عليه السلام: أنا له يا رسول اللَّه، فقال صلى الله عليه و آله و سلم: انه عمرو، فسكت، فنادى ثالثة، فقال له عليّ عليه السلام: أنا له يا رسول اللَّه، فقال انه عمرو، فقال: وان كان. فانا له وقال: خرج الإسلام كلّه الى الشرك كله.