التعزية بوفاة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم من اللَّه عزوجلّ
روى ثقة الإسلام الكليني قدس سره بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال:
لمّا قبض رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم بات آل مُحَمَّد عليهم السلام بأطول ليلة حتى ظنّوا أن لا سماء تظلّهم ولا أرض تقلّهم، لأنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم وتر الأقربين والابعدين في اللَّه، فبينما هم كذلك اذ أتاهم آتٍ لا يرونه ويسمعون كلامه.
فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللَّه وبركاته، ان في اللَّه عزاءٌ من كلّ مصيبةٍ، ونجاة من كلّ هلكة، ودركاً لما فات «كل نفسٍ ذائقة الموت وانّما توفّون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنّة فقد فاز وما الحياة الدنيا الّا متاع الغرور»[381]
ان اللَّه اختاركم وفضّلكم وطهّركم وجعلكم أهل بيت نبيّه واستودعكم علمه، وأورثكم كتابه، وجعلكم تابوت علمه، وعصا عِزّه، وضرب لكم مثلًا من نوره، وعصمكم من الزلل، وآمنكم من الفتن، فتعزّوا بعزاء اللَّه، فان اللَّه لم ينزع منكم رحمته، ولن يزيل عنكم نعمته.
مصباح المتهجّد لشيخ الطائفة الطوسي 15 وأضاف اليه قوله:( فهذا عهد الميّت يوم يوصي بحاجته، والوصية حقٌّ على كلّ مسلم، قال أبو عبداللَّه عليه السلام: وتصديق هذا في سورة مريم قول اللَّه تبارك وتعالى:« لا يملكون الشفاعة إّلا من اتّخذ عند الرحمان عهداً» وهذا هو العهد.