responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ائمتنا عليهم السلام عباد الرحمن نویسنده : أبو معاش، سعيد    جلد : 1  صفحه : 175

وروى كثير منهم أنه عليه السلام قال:

من مات وهو لا يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية.

وهذان يطابقان المعنى في قول اللَّه تعالى: «يوم ندعو كل أناسٍ بامامهم فمن أُوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم ولا يظلمون فتيلًا»[360]

فان قال الخصوم: ان الإمام هاهنا هو الكتاب، قيل لهم: هذا انصرافٌ عن ظاهر القرآن بغير حجّة توجب ذلك ولا برهان، لأنّ ظاهر التلاوة يفيد أن الإمام في الحقيقة هو المقدّم في الفعل والمطاع في الأمر والنهي، وليس يوصف بهذا الكتاب، إلّا أن يكون على سبيل الاتّباع والمجاز، والمصير الى الظاهر من حقيقة الكلام أولى إلّا أن يدعو الى الانصراف عند الاضطرار، وأيضاً فان أحد الخبرين يتضمّن ذكر البيعة والعهد للامام، ونحن نعلم أنه لا بيعة للكتاب في أعناق الناس ولا معنى لأن يكون له عهدٌ في الرقاب، فعُلِم أن قولكم في الإمام: انه الكتاب غير صواب.

فان قالوا: ما تنكرون أن يكون الإمام المذكور في الآية هو الرسول؟

قيل لهم: ان الرسول قد فارق الأمّة بالوفاة، وفي أحد الخبرين أنه إمام الزمان، وهذا يقتضي أنه حيٌّ ناطقٌ موجودٌ في الزمان، فأما مضى بالوفاة فليس يقال: انه امام إلّا على معنى وصفنا للكتاب بأنه امام، ولو أن الأمر كما ذكرناه لكان إبراهيم الخليل عليه السلام امام زماننا، لأنا عاملون بشرعه متعبّدون بدينه، وهذا فاسدٌ إلّا على سبيل الاستعارة والمجاز، وظاهر قول النبي صلى الله عليه و آله و سلم: (من مات وهو لا يعرف إمام زمانه يدلّ على ان لكلّ زمانٍ اماماً في الحقيقة يصحّ أن يتوجّه منه الأمر ويلزم له الاتباع، وهذا واضح لمن طلب الصواب، ومن ذلك ما أجمع عليه‌


[360] ( 1) النساء 49.

نام کتاب : ائمتنا عليهم السلام عباد الرحمن نویسنده : أبو معاش، سعيد    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست