المبحث الأول: البعد العلوي في الدعوة العباسية

لم يكن هنالك دورٌ مستقلٌ لبني العباس في خضم الصراع الدائر بين العلويين والأمويين في أيهم أحق بخلافة المسلمين من غيره إذ حمل العلويون عبء مناهضة الدولة الأموية لإنقاذ الجماهير المسلمة من جبروت الأمويين وطغيانهم منذ ثورة الإمام الحسين عليه السلام سنة (61هـ / 680م) حتى ثورة يحيى بن زيد سنة (125هـ / 742م).

فقد كان جدهم العباس بن عبد المطلب من الثابتين على بيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذ قال له:"امدد يدك أبايعك...فلا يختلف عليك اثنان " ([579]).

وقد تخلف عن بيعة أبي بكر فيمن تخلف لاعتقاده بإمامة علي بن أبي طالب عليه السلام وأحقيته بالخلافة.

وكان أبوهم عبد الله بن العباس من السائرين في ركب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام والمعتقدين بإمامته وأحقيته أيضاً بالخلافة باعتباره وصي رسول

[579] الشيخ الطوسي، أبو جعفر محمد بن الحسن (ت460هـ)، الاقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد، (مطبعة الخيام: قم، 1979م)، ص208؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1، ص160.