يستفاد من هذه المحاورة هو اهتمام
يحيى بن زيد الشديد في معرفة أحوال ابن عمه جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام وما
ذلك إلا اعتقاده بإمامته وعصمته هذا من جهة ومن جهة أخرى أن يحيى كان شديد الحرص
أن يرد فيه حديث عن جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام لما ورد حديث في أبيه عن
محمد بن علي الباقر عليهما السلام يحدد فيه مصيره لكي يكون على بينة من أن خروجه
وتضحيته واستشهاده إنّما كان باهتمام من إمام زمانه حتى يكون خروجه خروجاً شرعياً
وهذا هو الكائن بالفعل وذلك لشدة حزن الإمام الصادق عليه السلام على يحيى بن زيد
لما وصلت إليه أنباء قتله وترحمهِ عليه والدعوة له بأن يلحقه الله بآبائه وأجداده
الصالحين في جنان نعيم.
وقد أثنى الإمام جعفر بن محمد الصادق
عليهما السلام على ابن عمه يحيى ابن زيد عليه السلام كما أثنى على أبيه من قبل
وحزن لمصرعه وفي ذلك دلالة على رضى الإمام الصادق عليه السلام لخروج زيد عليه
السلام وثورته على بني أمية قَالَ الْمُتَوَكِّلُ: " فَلَمَّا قُتِلَ يَحْيَى بْنُ زَيْدٍ
صِرْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَقِيتُ أَبَا عَبْدِ اللَّه –