وبعث برأسه إلى الوليد بن يزيد([567])
وصلب على مدينة جوزجان وبقي مصلوباً طرياً إلى أن ظهر أبو مسلم([568])
صاحب الدعوة لبني العباس فأنزل جسده فصلى عليه وأظهر أهل خراسان النّيَاحة سبعة أيام
والسلطان في بني أمية، ولم يولد في تلك السنة بخراسان مولود إلا وسمي بيحيى أو
بزيد عليهما السلام([569]).
وهكذا انتهت ثورة يحيى بن زيد عليه
السلام بعد أن نال الشهادة التي سعى إليها بعد استشهاد أبيه مقتفياً أثره في جهاد
الظالمين وإبقاء راية الحق خفاقة فوق رؤوس الطغاة تهتز بفعل رفيفها عروشهم في كل
آنٍ ومكان.
لا يخفى على الباحث أن سبب القضاء
على ثورة يحيى بن زيد هو خوضه معركة غير متكافئة فعلى الرغم من النصر المآزر الذي
سجله في المعركة الأولى ضد عمرو بن زرارة إلا أنّه لم يستطع أن يحافظ على هذا
الانتصار مع قلة المقاتلين الذين بايعوه على جهاد بني أمية وأعوانهم إذ إنّ أغلب المصادر
التاريخية قد ذكرت أن عددهم سبعون فقط وذكر بعضهم أنهم سبعمائة ([570]).وعلى
الرغم من هذا العدد القليل جداً فإنّ يحيى عليه السلام وأصحابه قاتلوا قتالاً
شديداً استمر لثلاثة أيام بلياليها وصمدوا لجند بني أمية صموداً بطولياً
[566] أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص149ـ
150.
[567] أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص150؛
ابن عنبه، عمدة الطالب، ص260.