فإنكم طالما أوضعتم في الشر وسننتم
سنن البغي... فَوَ اللهِ لأذيقنّكم الهوان... ولألحونّكم لحو العود ولأعصبنّكم عصب
السّلمة حتى تذلّوا. وَلأضربَنّكم ضرب غرائب الإبل حتى تَذَرُوا العصيان وتنقادوا)([734]).
(فالمسلم بنظر
الحجاج هو الذي يستسيغ موبقات الأمويين ويرتاح لاستهتار الحجاج، ويفوض أمره إلى
الله. وإلاّ فهو مُعَرَّض - في كل لحظة - لشتى صنوف العقاب؛ أمّا أنْ يبحث الحجاج
- (أمير المسلمين!!! - عن عوامل التذمّر، ويسعى إلى إزالتها بالمعاملة الحسنة
والسير وفق مستلزمات الشريعة الإسلامية فشيء لم يخطر بباله. وسبب ذلك أنه -
وأسيادَه الأمويين - كانوا من الآمرين بالمعروف التاركين له)([735]).
حج عبد الملك بن مروان بالناس في عام
(75هـ) فقال: (لستُ بالخليفة المستضعف - يعني عثمان - ولا بالخليفة المأفون - يعني
يزيد - ألا وإنّي لا أداري هذه الأمة إلاّ بالسيف حتى تستقيم لي قناتكم... واللهِ
لا يأمرني أحد بتقوى الله - بعد مقالي هذا - إلاّ ضربتُ عنقه)([736]).