قال: لو دخلتُها وَعَرَفْتُ مَنْ فيها، عَرَفْتُ أهلها.
قال: فما قولك في الخلفاء؟ قال: لستُ عليهم بوكيل.
قال: فأيُّهُمْ أحَبُّ إليك؟ قال: أرضاهم للخالق.
قال: فأيهم أرضى للخالق؟
قال: علم ذلك عند الذي يعلم سرَّهُمْ ونَجْواهم.
قال: أبيت أن تصدقني! قال: لم أحب أن أكَذِبَك([687]).
قال الحجاج: فاختر أيَّ قتلة أقلتك!
قال سعيد: اختر لِنَفْسِكَ يا حجاج([688])، فو اللهِ ما تقتلني([689]) قتلة إلاّ قتلك الله مثلَها في الآخرة.
قال: أفتريد أنْ أعفوَ عنك؟
قال: إن كان العفو فمن الله. وأمّا أنت فلا براءة لك ولا عذر([690]).
قال الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه، فلما خرج من الباب ضحك. فأخبِرَ الحجاج بذلك فأمر بِرَدِّهِ وقال: ما أضحك؟
[687] إلى هذا الحد ومصادر المجموعة تتطابق في نص الرواية.
[688] وفي مروج الذهب: ج3، ص102 (اختر يا شقي لنفسك...).
[689] وفي مروج الذهب: ج3، ص102 (ما تقتلني اليوم قتلة...).
[690] العبارة لم يذكرها المسعودي في مروج الذهب.