وهناك ملاحظة لابد من الإشارة إليها وهي أنّي وجدت أن ابن خلكان قد أخذ الروايتين بنصهما عن (حلية الأولياء) لأبي نعيم وأبو نعيم هو الآخر اعتمد في نقله على (تاريخ الرسل والملوك) للطبري وجاء ابن الأثير بعده فجمع روايات الطبري في رواية واحدة في كتابه (الكامل في التاريخ) وقارنت ذلك بما جاء في (الإمامة والسياسة) ولذا سوف أذكر من المحاورة ما ترجَّح ذكره عند الرواية، وسوف أشير إلى المصدر الذي انتهت عنده العبارة؛ أو اشترك الراوي فيها مع غيره وسوف أذكر ما يُخَالفه في الحاشية بعد التعليق على كل مجموعة ليتسنّى للقارئ مسايرة البحث في استخلاص المحاورة الأصلية من مجموع المناقشة العامة إذ قد يشاركني الرأي أو يخرج هو برأي يخالف ما أخرج به أنا من ذلك!

المجموعة الأولى

والرواية الأساس كما أسلفت هي عن (حِلية الأولياء)([680])، مقابلة بما في (مروج الذَهب)([681]) للمسعودي، وبما في (وفيات الأعيان)([682]) لابن خلكان.

وتبدأ هذه المجموعة بسؤال الحجاج لسعيد بن جبير: (ما اسمك؟ قال: سعيد ابن جبير.

قال: بل أنت شقي بن كسير.

قال: كانت أمي أعلم باسمي منك([683]).

[680] حلية الأولياء لأبي نعيم: ج4، ص293-295.

[681] مروج الذهب للمسعودي: ج3، ص102-103.

[682] وفيات الأعيان لابن خلكان: ج2، ص114-115.

[683] في نسخة (مروج الذهب) قال: (كان أبي أعلم باسمي منك). انظر: ج3، ص102.