وفيه تبدو وساطة السَّيّد فضل الله واضحة، من خلال بُعْده المركزيّ الذي
رسم حدود شرحه في التَّعامل مع نصوص الفقرات الدُّعائية، فحاول إعطاء المعنى
العامّ الذي يحمل على جناحيه دلالة المحور العرفانيّ، والمحور الأخلاقيّ، والأمثلة
التَّطبيقيّة توضّح هذا، منها قوله في فقرة من دعاء الإمام (عليه السلام): ((الحَمْدُ
للهِ (...) حَمْدَاً لا مُنْتَهَى لِحَدِّهِ))([620])؛ ((ويبقى
للحمد في اِمتداده الدّرجة العليا في ما نختاره وننفتح عليه، لأنّنا نريد أن نحمد
الله لنبلغ به الغاية القصوى، فنتطلّع إلى أقرب ملائكته إليه، وأكرم خليقته عليه، وأرضى
حامديه لديه، ليكون حمدنا له في مستوى حمد هؤلاء جميعاً، في روحية الحمد وإخلاصه، وعمقه
وامتداده ووعي معانيه))([621]).
ويقول في فقرة من دعاء الإمام أيضاً: ((اللَّهُمَّ (...) فَسَهِّلْ لَنَاْ
عَفْوَكَ بِمَنِّكَ))([622])؛ ((إنّنا نتوسّل إليك أن يكون
العفو عنّا أقرب إلى مشيئتك من عذابنا، لأنّك المنان على خلقك، فكلّ خلقك يتقلّبون
في منك))([623]).
وفي موضع آخر يقول في كلام (عليه السلام): ((اللَّهُمَّ فَارْحَمْ
وَحْدَتِي
[615] الصّحيفة السّجّاديّة؛ تحـ/أنصاريان، دعاؤه في
التّحميد لله جل جلاله: 23, وينظر: المعجم المفهرس لألفاظ الصحيفة: باب الحاء-390.
[616] آفاق الرّوح في أدعية الصّحيفة السّجّاديّة:
1/51- 52.
[617] الصّحيفة السّجّاديّة؛ تحـ/أنصاريان، دعاؤه في
اللجوء إلى الله تعالى: 49, وينظر: المعجم المفهرس لالفاظ الصّحيفة: باب
السين-444.
[618] آفاق الرّوح في أدعية الصّحيفة السّجّاديّة: 1
/277.