الصِّحَّة؛ والتاسع عشر: العسكرية.

المتأمّل في هذه الأبواب بموضوعاتها المتعدّدة والمتنوّعة كافّة؛ يجد نصّ الصّحيفة السّجّاديّة نصَّاً ثريَّاً غنياً غزيراً بألطافه، وجواهره ونفائسه، ويدل في الوقت نفسه على عظمة الإمام زين العابدين وعصمته، وعلمه اللَّدنيّ، لأنّ مثل هذه الثّقافة الموسوعيّة في أمور الحياة جميعها، والأمور السَّماوية كلّها، لا تجتمع في الإنسان العادي أبداً، ولن تجتمع!, وفي الوقت نفسه يضمّ ثقافة القارئ الوسيط الشَّيخ مُحمّد حُسين المظفّر أيضاً([566])، الذي لو لم تكن عنده هذه الثّقافة لما تمكن من التَّعامل مع نصوص الصّحيفة السّجّاديّة، ولما استطاع أن يضع كلّ نصّ منها في بابه المناسب له.

ثالثاً: السَّيّد مُحمّد بن المهدي الحُسينيّ الشِّيرازيّ (شرح الصّحيفة السّجّاديّة)

(1) التلقّي الخارجي للقارئ:

صاغ السَّيّد الشِّيرازيّ أُفقه العام لتلقّيه الخارجيّ للصَّحيفة السَّجَّاديّة وفتنه, بقوله: ((هذا شرح موجز للصّحيفة السّجّاديّة للإمام الهمام عليّ بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب، صَلَوَاتُ اللهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِيْنَ))[567]. ويلحظ في

[563] اعتمد الشَّيخ في دليله إلى موضوعات الصّحيفة السّجّاديّة، نسخة خالية من ذكر أدعية الأيّام، ومناجاة الإمام (عليه السلام)، وكذا فقد قام المحقّق عليّ أنصاريان بإلحاق الدليل إلى نسخته المحقّقة وطبّقه عليها, على غرار ما فعله مع المعجم المفهرس لألفاظها.

(3) شرح الصّحيفة السّجّاديّة: مقدّمة الشَّرح: 2, وخاتمة الشَّرح: 518.