دعاء الإمام (عليه السلام) الذي كان يدعو به إذا سأل الله العافية وشكرها:
((اللَّهُمَّ صِلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَعَافِنِي عَافِيَةً كَافِيَةً
شَافِيَةً عَالِيَةً نَامِيَةً.. وَالإِجْتِنَاْبِ لِمَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ مِنْ
مَعْصِيَتِكَ))([435])؛ ((هذه اللام ]لما[: أمّا بمعنى (عَنْ) كما في قوله سبحانه: )وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ
آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ(([436]), أي: عن الذين آمنوا. أو بمعنى ((مِنْ)) كما في ((سَمِعت
له صراخاً))، أي: منه أو من التي تزاد لدعم المعنى، فإنَّ الاجتناب يتعدّى بنفسه
لا بالحرف، يقال: عرضه كذا، ثمّ
تزاد اللام الدَّاعمة، فيقال: عرض له))([437]). ويقول في كلام الإمام (عليه السلام): ((اللَّهُمَّ
إنَّ أَحَدَاً لا يَبْلُغُ
مِنْ شُكْرِكَ غَايَةً إِلا حَصَلَ عَلَيْهِ مِنْ إِحْسَاْنِكَ مَاْ يُلْزِمُهُ شُكْراً))([438])؛
((و(من) اِبتدائية لتعيين المبدأ والمنشأ، أي: من تلقاء إحسانك. و((ما)) عبارة عن
تلك الغاية المبلوغ إليها من الشَّكر التي هي نعمة أُخْرَى موجبة لشُكْرٍ آخر. هذا على ما في الأصل: أعني: يلزمه
بضمِّ المثنّاة من تحت وكسر الزَّاء ] الزاي[ من باب الأفعال، وشكراً
على هذا مفعول ثانٍ له. وأمّا.. بفتح الياء والزَّاء ]الزاي[ فـ (ما) عبارة عن حقّ لازم يلزمه أداؤه من حمدٍ وثناءٍ وطاعةٍ
وعبادة. وشكراً