يهتمّ هذا الفصل بالمُتلقّي القديم للصّحيفة السّجاديّة، أيّ مجموعة القرّاء
الذين قاموا بقراءة نصّ الصّحيفة السّجّاديّة، وهؤلاء القرّاء ينتمون إلى عصر واحد،
أو يتقاربون في فترات زمنية من عصر كلّ قارئ منهم بحسب القرن الذي عاش فيه. وهذا
الإنتماء أو المقاربة تجسّد القراءة التداولية التعاقبية بين القرّاء المشار
إليهم. ونظرية التلقّي لها البُعْد الأكبر في هذه الدائرة، بـ((وصفها نظرية نقّدية تعنى بتداول النّصوص
الأدبية وتقبّلها, وإعادة نتاج دلالاتها، سواء أكان ذلك في الوسط الثّقافـي الذي
تظهـر فيه (...) أم داخـل العالم الفنّي التخيّلي للنّصوص الأدبية ]نفسها[..))([388]) وكذا هي الحال عبر فرضياتها
المؤسسة, ((فسحت المجال أمام الذَّات المُتلقّية للدّخول في فضاء التّحليل، وإعادة
الاِعتبار إلى (القارئ) أحد أبرز عناصر الإرسال أو التَّخاطب الأدبيّ))([389]),
وعلى وفق هذا المنطلقات أصبح القارئ فاعلاً في دائرة