أفعل، تأسيس بنائه من (همزة وواو ولام) على مذهب
جمهور البصريّين. ولكنّهم اختلفوا، فأكثرهم على أنّه من (وول) على وزن فعل، فأصله
على هذا (أوْول)، أدغمت الفاء في العين. قالوا: ولم يستعملوا هذا التركيب إلاّ في
أوّل ومتصرّفاته. وبعضهم على أنّه من (آل
يؤول أولاً)، أي: رجع؛ لأنّ كلّ شيء يرجع إلى أوّله، فهـو بمعنى المفعـول - كأشهر
وأحمد، وبعض آخر على أنّه من (وال يئل وألاً) - مهموز
الأوسط - أي: نجا لأنّ النَّجاة في السبق. والكوفيون وطائفة من البصريّين على أنّه
(فوعل) من واوين بعدها لام، قلبت الواو الأُوْلى همزة ثمّ زيدت واو ثانية، فصار
(أوْول)، وأدغمت الواو التي هي واو (فوعل) في الواو التي هي
عين، فصار (أوّل). وإنّما ذهبوا إلى
ذلك لأنّ الواو تزاد ثانيةً كثيراً -
ككوثر وجوهر. والصّحيح مذهب البصريّين، لتصريفه تصريف أفعل
التَّفضيل، واستعماله بمن، والمفضّل عليه؛ وذلك يبطل كونه فوعلاً، ولمجيء
الأوْلى في مؤنّثه، والأول في جمعه، ولا يجيء من (فوعل)
مثل ذلك، لأنّ مؤنّثه (فوعلة) وجمعه (فواعل) نحو جوهر وجواهر))([328]), ويقول في