في عرف أهل البيان: الكلام المأخوذ من موضع عاريةً، كما يقال للرجل البليد: الحمار؛
فإنّ إطلاق لفظ الحمار على البليد استعارة، لأنّ لفظ الحمار لم يوضع للآدميّ، بل وضع للحيوان المخصوص، بل أطلق
على الرجل البليد لمشابهةٍ بينه وبين الحمار في عدم الفهم والإدراك، وكلّ شيئين
بينهما مشابهة في شيء جاز لك أن تطلق اسم أحدهما على الآخر، ويسمى مجازاً أو اِستعارةً، الاِستعارة نوع من
المجاز؛ وهي على أنواع شتّى.. والِاستعارة ِادّعاء معنى الحقيقة في الشّيء للمبالغة في التَّشبيه
مع طرح ذكر المشبّه، كقولك: لقيت أسداً، وأنت تعني به الرَّجل الشّجاع. ثُمَّ إذا
ذكر المُشبّه به مع ذكر القرينة تسمى اِستعارة تصريحيّة وتحقيقية، نحو لقيت أسداً
في الحمّام, وإنّما سمّيت تحقيقية لتحقّق معناه الذي عني بها، وَاستعملت هي فيه حسّاً أو عقلاً..))([325]).وفي شرح الشارح الشَّيء الكثير من المستوى البلاغيّ تشير الدراسة إليه في هامشها([326]).