محمّد)، و((إنجيل أهل البيت)) عليه وعليهم صنوف الآلاء والتحيّة، فلذا لا يمسّها إلا المُطهرون عن
الأنجاس الطبيعيّة، والأرجاس البشريّة المتخلّصون من قيود هذه العلوم الرسميّة
والمتجّردون عن هذه الفنون البحثيّة))([304]).
فأفقه واضح، ودافعه وقصده يبدوان كالقمرين لا يحجبهما شيء! في قوله السَّابق في
أعلاه، وعند قوله: ((التي
يلقبها العلماء والعظماء ((زبور آل مُحمّد))([305]), بيّنتِ
الدراسة معنى هذا اللقب([306])، أمّا لقبها ((إنجيل أهل
البيت)) فيقول الدكتور زكي مبارك: ((سميت هذه [الصحيفة] بالإنجيليّة لأنَّ فقراتها
تشبه أكثر فقرات الإنجيل النازل على عيسى (عَلَيْهِ وعَلَى نَبيِّنَا وآلهِ السَّلامُ)، لا الإنجيل
المتداول بين النَّصارى الآن))([307]). ويقول
أيضاً: ((وكتاب الصّحيفة السّجّاديّة يشبه من نواح كثيرة كتاب الإقتداء بالمسيح، والفرق الوحيد بين
الكتابينِ أنَّ الدُّعاء في كتاب الإقتداء بالمسيح يوجه إلى عيسى، والدُّعاء في
الصّحيفة السّجّاديّة يوجه
إلى الله))([308]).
والدراسة لا ترى
ما ذهب إليه زكي مبارك ذا
أهمية بمكان بحيث يكون لها هذا الأثر العظيم في نفوس القرّاء، وعقول العلماء، ونظـر
العظماء، وإنّما تعتقـد أنّ سـرَّ لقبِها بـ((إنجيل أهل البيت))، لأنّها من حيثُ حملُها البشارة