أما السيدة فاطمة الزهراء (عليه السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد كانت تخرج إلى زيارة قبر عمها حمزة في كل جمعة أو أقل من ذلك، وكانت تصلي عند قبره وتبكي ([269]).

4 - السنة النبوية والإطعام في المآتم

ورد في السنة النبوية المشرفة إباحة عمل الطعام لأهل المتوفى أصحاب العزاء لانشغالهم بالمصيبة والحزن على الميت وهو ما جاء به الأثر،عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: " لما قتل جعفر بن أبي طالب، أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة (عليها السلام) أن تتخذ طعاماً لأسماء بنت عميس ثلاثة أيام وتأتيها وتسليها ثلاثة أيام فجرت بذلك السنة، أن يصنع لأهل المصيبة ثلاثة أيام طعام ([270]).

وعن العباس([271]) بن موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال: "سألت أبي عن المأتم؟ فقال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما انتهى إليه قتل جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) دخل على أسماء بنت عميس امرأة جعفر فقال: أين بني؟ فدعت بهم وهم ثلاثة، عبد الله([272])،

[269] الحاكم النيسابوري: المستدرك على الصحيحين 1 / 377؛ السمهودي: وفاء الوفا 2 / 112.

[270] البرقي: المحاسن 2 / 419؛ وينظر، الكليني: الكافي 3 / 217.

[271] العباس بن موسى بن جعفر (عليه السلام) ثقة. الطوسي: رجال الطوسي 339.

[272] عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب، كنيته أبو جعفر وأمه أسماء بنت عميس بن كعب ابن ربيعة الخثعمية ولدته بأرض الحبشة سنة (1 هـ / 622م) من سني الهجرة، وكان يقال له قطب السخاء، مات سنة (80 هـ / 700 م) بالمدينة المنورة سنة سيل الجحاف الذي ذهب بالحاج من مكة وهو ابن ثمانين. ينظر، البخاري: التاريخ الكبير 5 / 7؛ ابن حبان: الثقات 3 / 207؛ أبو حاتم: مشاهير علماء الامصار 1 / 9؛ ابن حجر العسقلاني: تهذيب التهذيب 1 / 298.