وقوله تعالى: {لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى}([211]) فظاهر دلائل الآيات أنّ
الإنسان هو المسؤول عن فعله وأنْ لا جناية عليه إلا بما قام به وفعله، لا بما قام
به وفعله غيره، لأن مثل هذا - أن يؤاخذ الإنسان بجريرة غيره - مما ينافي مبادئ
العدل الالهي وبذلك يتضح بطلان ذلك القول، وان كان هناك منع أو نهي عن البكاء فقد
نسخ وأُبيح الفعل وهذا ما دلت عليه أخبار السلف وما وقع منهم وما فعلوه أثناء
مسيرة حياتهم.
ج - بكاء أهل البيت (عليهم السلام)
قد ذكرنا فيما سبق بكاء الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) على عمها
حمزة وعلى ابن عمها جعفر الطيار كذلك بكت الزهراء على أبيها رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم) وهو من المشهور في كتب الفريقين وكانت الصديقة الطاهرة كثيرة
الذكر لأبيها وقد بكته حتى عدت من البكائين([212]) وقد وصف أنس بن مالك حال
الزهراء بعد دفن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله: لما فرغنا من دفن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أقبلت عليّ فاطمة فقالت: يا أنس كيف طابت أنفسكم
أن تحثوا على وجه رسول الله التراب؟ ثم بكت ونادت يا أبتاه: إلى جبريل ننعاه يا