قال: كنا نسمع أنّه يقتل بكربلاء ابن نبي فكنت إذا دخلتها ركضت فرسي حتى أجوز عنها فلما قتل الحسين جعلت أسير بعد ذلك على هيئتي"([350]). ورواية العلاء بن أبي عائشة وردت بشكلين: الأول عن العلاء. عن رأس جالوت عن أبيه، والثاني عن العلاء عن أبيه، عن رأس الجالوت " مما يظهر أنّ في أحدهما تقديماً وتأخيراً وان كان الارجح هو كون الرواية عن رأس الجالوت وأنّه رواها عن نفسه وعن أبيه أخرى وأنّ كليهما كان يعلم بمقتل ابن نبي في كربلاء.

أمّا ابن نما الحلي فيروي: "أن رأس الجالوت بن يهوذا قال: ما مررت مع يهوذا بكربلاء إلا وهو يركض دابته حتى يجاوزها: فلما قتل الحسين جعل يمر بها، فقلت له: فقال: يا بني كنا نحدث أنّه سيقتل بكربلاء رجل من ولد نبي، فكنت أخاف أن أكون انا فلما قتل الحسين علمت أنّه هو"([351]).

وذكر بن سعد: عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن ([352]). قال: لقيني رأس الجالوت فقال: والله إنّ بيني وبين داود لسبعين أباً وإنّ إليهود لتلقاني فتعظمي وأنتم ليس بينكم وبين نبيكم إلاّ أب واحد وقتلتم ولده " ([353]).

[350] الدولابي: الكنى والاسماء: 2 / 696؛ وينظر، الطبراني: المعجم الكبير 3 / 111؛ ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 14 / 200؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء 3 / 291.

[351] مثير الأحزان، 63.

[352] محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن الأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن الأسود القرشي الاسدي يتيم عروة بن الزبير وكان في حجره فنسب اليه يروي عن عروة بن الزبير وروى عنه مالك بن أنس واهل المدينة مات سنة (117 هـ / 735م). ينظر، ابن حبان: الثقات 7 / 364؛ المزي: تهذيب الكمال 25 / 645؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء 6 / 150.

[353] ترجمة الامام الحسين: 88؛ وينظر، ابن نما: مثير الأحزان: 82؛ ابن طاووس: اللهوف في قتلى الطفوف 110؛ المجلسي: بحار الأنوار 45 / 141.