نام کتاب : ما أخفاه الرواة من ليلة المبيت على فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : الحسني، نبيل جلد : 1 صفحه : 74
ولذا: فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أعلم بهذا الوقت وهو الأعلم بما
يصنع، ومن البديهي أنه قد ذهب مع علي عليه السلام إلى الكعبة لتكسير الأصنام قبل
قدوم ا لمشركين إلى داره.
2 ــ بل إن اختيار النبي صلى الله عليه وآله وسلم لتكسير صنم قريش في هذه
الليلة يكشف عن حكمته صلى الله عليه وآله وسلم في محاربة أعداء الله وأعدائه، إذ
يعد اجتماعهم في دار الندوة وانشغالهم بمكرهم كي ينالوا منه هو خير وقتٍ لتنفيذ
هذه المهمة، فقد شغلوا بأمرٍ عظيم وخلوا عن منازلهم ومجالسهم ومن ثم أصبح بيت الله
مهيّأً للتطهير.
فهم يمكرون لقتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والله يمكر بهم
بتكسير صنمهم الأكبر وينجي عبده ورسوله من بين أيديهم فقد خاب من افترى.
3 ــ إن انشغالهم بتنفيذ نيتهم في قتله صلى الله عليه وآله وسلم وحرصهم
على كتمان الأمر كي لا يعلم بنو هاشم أو أحد من المسلمين فيذهبوا ليخبروا النبي
صلى الله عليه وآله وسلم ويفتضح أمرهم جعلهم لا يلتفتون إلى صوت تكسير صنمهم
الأكبر فقد ضرب الله على سمعهم بما عزموا عليه من الغدر وانصراف أذهانهم إلى ما هم
في تنفيذه.