حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم من هؤلاء الآيات، ولم
يبق منهم رجل إلا وقد وضع على رأسه ترابا، ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب، فأتاهم
آت ممن لم يكن معهم فقال: ما تنتظرون هاهنا؟
قالوا: محمدا.
قال : خيبكم الله! قد والله خرج عليكم محمد، ثم ما ترك منكم رجلا إلا وقد
وضع على رأسه ترابا، وانطلق لحاجته، أفما ترون ما بكم؟
قال: فوضع كل رجل منهم يده على رأسه، فإذا عليه تراب، ثم جعلوا يتطلعون
فيرون عليا على الفراش متسجيا ببرد رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم،
فيقولون: والله إن هذا لمحمد نائما، عليه برده، فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا، فقام
على رضي الله عنه عن الفراش، فقالوا: والله لقد كان صدقنا الذي حدثنا.
قال ابن إسحاق: وكان مما أنزل الله عز وجل من القرآن في ذلك اليوم، وما
كانوا أجمعوا له: