نام کتاب : ما أخفاه الرواة من ليلة المبيت على فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم نویسنده : الحسني، نبيل جلد : 1 صفحه : 149
«امض لما أمرت
فداك سمعي وبصري وسويداء قلبي، ومرني بما شئت أكن فيه كمسرتك، واقع منه بحيث
مرادك، وإن توفيقي إلا بالله».
قال: وإن القي عليك شبه مني، أو قال: شبهي، قال: إن
ــ بمعنى نعم ــ قال:
«فارقد على فراشي واشتمل ببردي الحضرمي، ثم إني أخبرك يا علي أن الله
تعالى يمتحن أولياءه على قدر إيمانهم ومنازلهم من دينه، فأشد الناس بلاء الأنبياء
ثم الأوصياء ثم الأمثل فالأمثل، وقد امتحنك يا بن عم وامتحنني فيك بمثل ما امتحن
به خليله إبراهيم والذبيح إسماعيل، فصبرا صبرا، فإن رحمة الله قريب من المحسنين»)([173]).
المسألة الثالثة: رد شبهة: (إنّ الآية المذكورة في سورة
البقرة هي مدنية باتفاق)
أقول: لم يفتأ هؤلاء الذين لديهم مشكلة قلبية مع الإمام علي بن أبي طالب
عليه السلام أن يعمدوا إلى التدليس في الروايات والحيلة في تقديم الأقوال لغرض
تضليل المسلمين ودفعهم عن معرفة فضائل الإمام علي عليه السلام وكأنهم أرادوا حجب
نور الشمس بالمنخل.
فهنا يعمد الحلبي إلى تقديم إشكاله بالاحتيال على الآية المباركة فيقول
(الآية في سورة البقرة وهي مدنية باتفاق) فيوهم القارئ بأن الضمير في «هي» يعود للآية
لأنه ابتدأ بها وليس للسورة فيجعلها في الحكم نفسه من حيث تحديد مكان نزولها، ثم
يؤكد الاحتيال على القارئ فيقول باتفاق، أي: باتفاق أهل الاختصاص بعلوم القرآن،
مما يجعل القارئ مطمئناً بأن الآية لا علاقة لها بعلي بن أبي طالب عليه السلام
لأنها مدنية وليلة المبيت وقعت في مكة وفي دار خديجة عليها السلام.